تحليل أخباري : هل تنجح موسكو في عقد اللقاء التشاوري بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة وحل الأزمة المستعصية؟

ويبدو أن هذا التباين في المواقف من جهة أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج حول اللقاء التشاوري في موسكو يؤكد من جديد أن المعارضة غير راغبة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتحاول وضع العصي بالعجلات أمام أي مبادرة من شأنها أن توقف دوامة العنف في سوريا الذي مضت عليها قرابة الأربع سنوات، وراح ضحيتها أكثر من 120 ألف قتيل .

وموسكو التي تعد الحليف الاستراتيجي للحكومة السورية ، وتحظى بثقة لدى بعض القوى السياسية في الداخل السوري ، تدخل هذه المرة على خط الأزمة السورية لجمع طرفي النزاع على طاولة للحوار في خطوة منها ، لوقف القتال، وبلورة رؤية سياسية لمستقبل سوريا، عبر وجود ضمانات دولية تلزم الأطراف بتنفيذها، مع استبعاد فكرة اسقاط النظام السياسي، ولكن يبدو ومن خلال المواقف المعلنة أن هذا اللقاء مازال يتأرجح بين الانعقاد بمن سيحضر، وبين المقاطعة له من قبل أطياف المعارضة، ولكن السؤال المطروح هل ستنجح روسيا في عقد هذا اللقاء كما هو مخطط له؟ وهل سينجم عنه تفاهمات تفضي إلى وقف العنف والقتال، وبالتالي الوصول إلى صيغة سياسية ترضي المشاركين في اللقاء؟ وهل يمكن تبديد معوقات عقد اللقاء التشاوري، أم ستعود الأمور إلى الدرجة صفر من استبعاد الحل السياسي، واحتدام الصراع المسلح، ودخوله أنفاق ودهاليز لا حصر لها ولا عد؟

لعل الحكومة الروسية التي قررت أن تلعب دور الوسيط لإيجاد توافق سياسي، مازالت ممسكة بالعصى من المنتصف، وتحاول تقريب وجهات النظر، إلا أن بعض المراقبين السياسيين في سوريا، وبعض أطياف المعارضة السورية في الداخل التي وجهت لهم الدعوة منقسمين بين مؤيد لهذا اللقاء التشاوري التمهيدي وبين من يرى فيه تكرار لسيناريو » جنيف 1 او 2 » الذي فشل في ايجاد تسوية سياسية للأزمة السورية التي مازالت في عنق الزجاجة .

ورجح منذر خدام رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في الداخل السوري عدم مشاركة الاشخاص الذين وجهت لهم الدعوة من هيئة التنسيق الوطنية لعدم وضوح جدول أعمال اللقاء التشاوري الذي سيعقد في موسكو، مبينا أن اللقاء هو » اللعب في الفراغ » .

وقال خدام في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق يوم الأحد إن «هيئة التنسيق منذ البداية عندما تلقت الخبر أرسلت رسالة الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لا فروف وطلبت فيها عدة مطالب لتعديل الدعوة والتحضير للمؤتمر ليكون ناجحا » ، مؤكدا أنه » حتى الآن لم نتلق ردا من روسيا حول ذلك».

وأشار المعارض السوري إلى أن الشخصيات التي وجهت لهم الدعوة على » الأغلب لن يشاركوا بهذه الشروط » ، موضحا أن الهيئة «لا تريد أن تسلك سلوك الائتلاف وتهدد بفصل أي عضو يذهب إلى موسكو » ، مبينا أن أي قرار سيتخذ في اللقاء التشاوري » الهيئة غير ملزمة بتنفيذه».

وكرر خدام قائلا » إذا لم نتلق ردا ايجابيا من موسكو حول الرسالة التي ارسلت من قبل الهيئة لن يذهب أحد من الهيئة إلى موسكو».

واعتبر خدام أن عقد اللقاء التشاوري بهذه الصيغة هو » لعب على الفراغ وهي محاولة لتقريب وجهات النظر» ، مؤكدا أن الهيئة مستعدة » للذهاب الى أبعد مدى إذا كان هناك بارقة أمل في حل سياسي لهذه الحرب المجنونة ويفسح المجال للحل» .

وقال حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية ، وهو من الأشخاص الذين وجهت لهم الدعوة من قبل روسيا ، في وقت سابق لوكالة لـ (( شينخوا )) إن «الهيئة تنتظر ردا من موسكو على رسالة المنسق العام باسم المكتب التنفيذي حول الدعوة وضرورة تعديلها لتوفير عوامل النجاح للقاء التشاوري في موسكو ، لتعلن موقفها النهائي مع التنسيق مع القوى والشخصيات الآخرى» .

ووجهت هيئة التنسيق آواخر الشهر الماضي رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بصدد دعوة بعض قادة الهيئة إلى لقاء تشاوري مع ممثلين عن السلطة في موسكو تطالب فيها بأن توجه الدعوة إلى الكيانات السياسية للمعارضة وليس إلى أشخاص معارضين مختارين من قبل روسيا.

وطالبت الرسالة أيضا أن يتم حساب بعض المدعوين من مؤيدي النظام ضمن وفد النظام وليس ضمن وفد المعارضة.

ومن جانبه قال المحلل السياسي السوري المعروف الدكتور مهدي دخل الله في تصريحات لوكالة ((شينخوا )) بدمشق إن روسيا «تحاول والمبادرة موجودة والحكومة السورية استجابة لها مباشرة لأن الحكومة حريصة على انتهاز أي فرصة ولو ضئيلة من أجل حقن دماء السوريين وإنهاء حالة القتال».

وأضاف دخل الله، وهو وزير الإعلام السوري السابق والسفير السوري السابق لدى السعودية، إن » سوريا وافقت على جميع المبادرات ، ولكن البعض من المعارضة لا يريد الحضور ربما لأن عليهم تلقى الآوامر من الجهات التي تدعمهم وهناك قسم من المعارضة وافقوا كشخصيات على الحضور وخاصة من الداخل السوري والخارج» .

وتابع يقول » علينا ان ننتظر، واللقاء هو فرصة وامتحان للأطراف وخاصة للمعارضة اذا كان هناك بادرة حسن نية » ، مبينا أن المعارضة السورية » تريد حلا دوليا للحالة السورية، بينما تريد الدولة أن يكون الحل بأيدي السوريين وفي الداخل السوري وعبر صناديق الاقتراع وليس عبر اي إرادة دولية انطلاقا من مبدأ سيادة سوريا واستقلالها وهو مبدأ اكدته جميع قرارات مجلس الأمن الدولي».

وأكد المحلل السياسي السوري أن المؤتمر » فرصة وعلى السوريين اغتنام أي فرصة لايجاد حل سياسي» .

وبدوره قلل الباحث والمحلل السياسي السوري حميدي العبد الله من أهمية عقد هذا اللقاء التشاوري ، لأن اطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج » لا تمتلك مفتاح حل الأزمة السورية».

وقال العبد الله إنه » من الواضح من خلال الأطراف التي اعتذرت أن جمع كافة أطياف المعارضة مع ممثلين في الحكومة السورية بات متعذرا » ، متسائلا » حتى لو لبت تلك التنظيمات الأخرى مثل هيئة التنسيق الوطنية أو الائتلاف السوري المعارض الدعوة ..هل هذه الأطراف هي التي تمتلك مفتاح الحل للأزمة السورية ، باستثناء الحكومة السورية » ، مؤكدا أن اطياف المعارضة » لا تملك أي ثقل على الأرض وبالتالي لا تستطيع أن تمتلك مفتاح الحل إلا إذا كان الهدف من ذلك هو مساعدة الدول الغربية دول المنطقة المنخرطة في الحرب على سوريا لتغيير موقفها من خلال القول بأن هناك مسارا للتفاوض أو للحوار بين الدولة السورية والمعارضة».

ومن جانبه اعتبر ماهر مرهج، أمين عام حزب الشباب الوطني السوري المعارض في الداخل السوري، أن لقاء موسكو التشاوري هو » فرصة لتفسير البند الثاني من مؤتمر جنيف 2 حول تفاصيل الحكومة الانتقالية والصلاحيات » ، مؤكدا أن المقاطعة ستؤدي الى فشل اللقاء .

وكان الائتلاف السوري المعارض والحكومة عقدا جولتين للحوار في جنيف 1 في يناير وفبراير من العام الماضي بحضور المبعوث الأممي- العربي السابق الاخضر الابراهيمي ، دون الوصول الى نقاط مشتركة ، فالمعارضة تريد حكومة انتقالية، والحكومة تعتبر أن مكافحة الإرهاب أولوية .

وأضاف مرهج إن إعلان عدم المشاركة من قبل بعض اطياف المعارضة هو » عبارة عن اوراق سياسية ترمى بين الحين والآخر ، ولكن عندما يجد الجد معظم المدعوين سيشاركون في اللقاء » ، مؤكدا أن حزبه يؤيد أي سياسي مدعوم بتوافق دولي، لافتا إلى وجود إرادة دولية في الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.

ومضى مرهج يقول » نحن متفائلون بعقد هذا اللقاء التشاوري» ، مؤكدا أن هذا التفاؤل «نابع من الجدية التي لمسناها لدى الحكومة الروسية وأخذ فكرة الحل السياسي للأزمة على محمل الجد «.

وكانت الخارجية السورية أعلنت الشهر الماضي استعدادها للمشاركة في اللقاء التمهيدي التشاوري الذي سيعقد في موسكو لحل الأزمة السورية، شريطة أن يكون منصبا على مكافحة الإرهاب والمحافظة على وحدة وسلامة الأراضي السورية ويحقق طموحات الشعب السوري .

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد خلال لقائه مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي الشهر الماضي أن بلاده ستتعامل بإيجابية مع أي جهد روسي لحل الأزمة السورية .

وكانت روسيا دعت الى عقد حوار سوري سوري يجمع الحكومة السورية مع أطياف من المعارضة السورية في موسكو .

وتنص المبادرة الروسية على عقد مؤتمر في موسكو يجمع بين أطراف المعارضة، من داخل وخارج سوريا، وفي المرحلة الثانية يعقد مؤتمر في دمشق بين النظام وممثلي هذه المعارضة، على أن يتم البحث في المرحلة

Fuente: Xinhua

What do you think of this post?
  • Awesome (0)
  • Interesting (0)
  • Useful (0)
  • Boring (0)
  • Sucks (0)

Deja un comentario

A %d blogueros les gusta esto:
Ir a la barra de herramientas